القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
الكسب الحلال أهميته - وآثاره
15316 مشاهدة
الكسب الحلال أهميته - وآثاره

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا إصدار جديد من سلسلة (رسائل إرشادية) التي يُصدرها جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني، والتي نالت -بحمد الله وتوفيقه- قبول واستحسان الجميع.
لقد حرص الجهاز على انتقاء الرسائل التي تفيد المسلم في ترسيخ عقيدته، وتصحيح عبادته لربه -جل وعلا- وتحقيق ولائه لدينه وولاة أمره ووطنه، ولقد حرصنا أن تكون تلك الرسائل والكتب من تأليف مجموعة من علمائنا الأجلاء، ودعاتنا الفضلاء، من المشهود لهم بالعلم والفضل والصلاح.
ولقد بلغت سلسلة الرسائل الإرشادية (116) رسالة، هذا إضافة إلى ما أصدره الجهاز من مطويات، طبع منها ما يقارب (5.000.000) نسخة، وزعت على منسوبي الحرس الوطني، وكان لها الأثر الطيب بحمد الله.
إن هذه الجهود الطيبة التي يقوم بها الجهاز ما كانت لتقوم لولا توفيق الله -سبحانه وتعالى- ثم دعم المسئولين في الحرس الوطني، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير / عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني، الذي يولي هذا الجهاز عناية خاصة بمتابعته الشخصية وتشجيعه المستمر.
ولعلنا لا نذيع سرًّا إذا قلنا بأنه قد تكفل- حفظه الله- بطباعة أكثر من نصف إصدارات الجهاز على نفقته الخاصة، فنسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، كما نسأل الله له ولجميع ولاة أمورنا التوفيق والسداد، ولا ننسى أن نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير / بدر بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني، على دعمه المتواصل للجهاز حيث تكفل -حفظه الله- بطباعة مجموعة من إصدارات الجهاز على نفقته الخاصة؛ وهذا الإصدار الذي بين يديك هو واحد من الكتب التي وجه -يحفظه الله- بطباعتها.
وليس بمستغرب أن يقوم ولاة الأمور في هذه البلاد المسلمة بدعم مثل هذه الأعمال الخيرة والأنشطة الطيبة، فهذا يأتي امتدادا لرسالة هذه الدولة التي تقوم سياستها على خدمة الإسلام والمسلمين.
نسأل الله- عز وجل- أن يحفظ الله البلاد أمنها واستقرارها، وأن يحفظ ولاة أمرها على طاعته- إنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. إبراهيم بن محمد أبو عبادة
جهاز الإرشاد والتوجيه